الآن ينزاح الستارْ
والمسرح المكشوف يجتذب الجموعْ
والعارضون استكملوا فقراتهمْ
الكل أتقن دوره وتسلسلوا حسب الظهورْ
في الفقرة الأولى يطل الشاعر الموجوع يتلو
ما تيسّر من دماء الأبرياء فيشتري
ثمنا ً قليلا من صفيرْ
ويليه فنانٌ يغني مقطعاً للموتِ
في عُرس الشهادةِ يبتغي بعض الدموعْ ْ
ويطل رأس متحفيٌ رائع بالبذلة السوداءِ
يصرخُ :شعبنا كنا نناضل خلف طاولةٍ
من الإسفنج في بحر الفساد لأجلكمْ
ويطل شيخٌ يستمد الفقه من قصر العروبةِ
كان يعتزل الحديث عن الدماء ويستفيض بطاعة الحكام
يسرف في فتاوى الفتنة العمياءِ
يرفع رايةً للنصر يدعو للشبابْ!!
ِومفكرٌ يستعذب التزوير يلعن كل أركان الفسادِ
ويستحم من الخطايا في محاورة الفضائياتْ
وزعيم أدوار البذاءة قد يمنّي نفسه
بالحج -رغم السن- في التحرير هذا العامْ
والكاتب المرموق يعلن توبةً بصحيفة الأهرامِ
يكتب صدرها بالرقعة البرّاق يفتتن العيونْ
ومقدم ال(تك شو) برأسٍ أصلعٍ
ِ ومذيعةٌ خدمت بلاط القصرِ
قد رجعا عن الوجبات والكنتاكي والدولارِ
والأغراضِ والطهران والإخوان في الميدانِِ
ثم يباركان الثورة البيضاء والعهد الجديدْ
يا ألف وجهٍ قد تلوّن في بلادي لا مكانْ
يا ألف وجهٍ خوّن الثوّار واستعدى على الميدانْ
يا ألف وجهٍ كلكم خسر البراءة والطهارة والرهانْ
يا ألف وجهٍ قد تلوّن في بلادي لا مكانْ