بانوراما 2010: الأهلي ينكسر.. والزمالك ينتفض

كرة القدم - الدوري المصري

"القلعة البيضاء" تثور على التقاليد وتسرق مفاتيح تألق جارتها الحمراء التي فقدت الكثير من بريقها على يد المدربين، والسياسة الخاطئة في تجاهل الشباب والاعتماد على النجوم "العواجيز".

القاهرة - خاص (يوروسبورت عربية)

على عكس المتوقع، شهد عام 2010 أسوأ النتائج للنادي الأهلي المصري صاحب البطولات والإنجازات على المستويين المحلي والأفريقي. فباستثناء الفوز بلقب الدوري المحلي لكرة القدم، فشلت "القلعة الحمراء" في جميع البطولات التي شاركت فيها، وسط تألق الجار اللدود الزمالك.

وخسر الأهلي مبكراً رهانه على كأس مصر، كما خرج من المربع الذهبي لدوري أبطال أفريقيا على يد الترجي التونسي.

وقد تكون نهاية عام 2010 الأسعد للزمالك إذا ما تغلب على الغريم التقليدي الأهلي الخميس المقبل في قمة الكرة المصرية، ليضيف إنجازاً جديدا لنفسه بعدما نجح في تحقيق الانتصار تلو الأخرى في مبارياته تحت قيادة المدير الفني حسام حسن الذي انتشله من الضياع الموسم الماضي ليضعه على قمة الدوري هذا الموسم.

انكسارٌ أحمر وانضباطٌ أبيض

ويعيش الأهلي حال انكسار لم يشهدها منذ 6 سنوات مضت تولى فيها البرتغالي مانويل جوزيه الإدارة الفنية للفريق، بالإضافة إلى موسمٍ آخر قاده فيه حسام البدري الذي تعاقد معه المريخ السوداني لقيادته في الموسم الجديد.

أما الزمالك، فيعيش حالاً من الاستقرار الفني بصورة كبيرة انعكست على أدائه بعدما فرض حسام حسن وشقيه إبراهيم الانضباط على اللاعبين داخل الملعب وخارجه، السياسة التي فشل الكثير من المدربين في تطبيقها على مدار سنوات عديدة.

الشباب كلمة سر الزمالك

ووضع حسن في حساباته ضرورة الاعتماد على شباب الزمالك، فدفع بعمر جابر ومحمد إبراهيم و عمرو بركات ومحمود البدري، في حين تجاهل الأهلي العديد من الشبان القادرين على تحقيق التوازن كأحمد شكري ومصطفى عفروتو ومحمد طلعت وسعد الدين سمير، باستثناء شهاب الدين أحمد ورامي ربيعه اللذان حصلا على فرصتهما مؤخراً.

وفي الوقت الذي أصبح فيه الشباب ذخيرة الزمالك، هبط مستوى النجوم الكبار في الأهلي، ففقد أبو تريكة عصاه السحرية التي اشتهر بها، وظهر عامل السن على وائل جمعة أفضل مدافع أفريقي، وغاب التألق عن الزئبقي بركات، وأثار مستوى سيد معوض الكثير من علامات الاستفهام.

كما لم تفلح عشرات الملايين التي أنفقها الأهلي مطلع الموسم الحالي على حسام غالي ومحمد شوقي وعبد الحميد شبانة ومحمود أبو السعود واللبناني محمد غدار، إذ لم يستفد الفريق سوى من غالي، في حين خرج الثلاثي شوقي وشبانة وغدار من حسابات البدري المدير وعبد العزيز عبد الشافي، فيما جاءت مشاركة أبو السعود إجبارية نظراً لإصابة الحارسين الأساسيين شريف إكرامي وأحمد عادل عبد المنعم.

عدوى تغيير المدربين

وانتقلت عدوى تغيير المدربين في المواسم الأخيرة من الزمالك إلى الأهلي، فبعد أن كان الأول يغير مدربيه كل موسم، قادت النتائج التي حققها البدري إدارة النادي الأحمر إلى تغييره والاستعانة بعبد العزيز عبد الشافي مؤقتاً حتى يتم إسناد المسؤولية لمديرٍ فنيٍ أجنبي بداية من كانون الثاني/يناير المقبل.

زمالك الـ 90 دقيقة

أما أبرز السمات التي يتحلى بها الزمالك العام الحالي، فهي الروح والإصرار على الفوز في المباريات حتى الدقيقة الأخيرة، وهي الصفة التي كان يتميز بها الأهلي عن باقي الأندية المصرية، حيث كانت الجماهير الأهلاوية تظل مطمأنة لو تأخر فريقها لأنه قادرٌ على التعادل والفوز في أي وقت.

على الجانب الآخر، أصبح الأهلي يقاوم من أجل التعادل فقط كما حدث في مبارياته الستة الأخيرة، فتأخر أمام الجونة والإسماعيلي وسموحة والاتحاد السكندري وحرس الحدود والمقاولون العرب، قبل أن ينجح في التعادل مع سموحة والاتحاد والمقاولون والجونة، ويخسر من الإسماعيلي، ويفوز على حرس الحدود فقط.

قمة تاريخية في الانتظار

أخيراً، يملك الأهلي فرصة كبيرة للتخلص من كل أزماته حال نجح في الفوز على الزمالك في لقاء القمة الخميس المقبل، في ظل الترشيحات التي تصب في جانب الزمالك لحسم المباراة لصالحه والابتعاد في صدارة الترتيب بفارقٍ كبيرٍ من النقاط.

في المقابل، تبدو المباراة تاريخية لحسام حسن، والذي يسعى لكسر احتكار الأهلي للانتصارات في السنوات الماضية.